يَتَساقَطُ المَطَر ..
يُبَلِّلُنِي بَعدَ أن يَطرِق نَافِذَتِي بِأنَامِلَهُ البلّورِيَّة ..
يَلثِمُنِي فِي كُلِّ مَكَان تَقَع عَلَيهَا شَفَتَاه ..
أشعُرُ بِبَردِها ..
وأستَلِذُّ بِصَوتِهِ الجُهُورِيّ القَوِي ..
أملَأُ صَدرِي جَيِّدَاً مِن عِطرِه المُمَيَّز ..
أعُودُ إلَى الدَّاخِل ..
فِي عَينه الزَّرقَاء بَرِيقَاً خَاصَّاً ..
يُلقِي بِنَظَرَاتِه عَلَي مُتَفَحِّصَاً ..
ثُمَّ يَغمِز عِدَّةَ مَرَّات ..
وَيَرحَلُ سَرِيعَاً كَمَا أتَى ..
وَيَبقَى كُلُّ شَيء يَعبَقُ بِعِطرِه ..
وَتَمُرّ الأيَام وَالفُصُول وأنَا أنتَظِرَهُ بِشوق ..
لَكِنَّهُ لَم يَأتِي كَمَا وَعَدَنِي فِي الخَرِيف ..
يأتِي شِتَاءاً ..
بَعدَ أن يَئِستُ حُضُورَه ..
يَطِلُّ عَلَى نَافِذَتِي مُتَنَكِّرَاً بِزَيِّ ذَهَبِي ..
يَطرِقُهَا فَلَا أفتَح ..
يَقولُ أنَا الشَّمس ..
فأطلُبُ مِنهُ الرَّحِيل ..
فَـ لِلشَّمس عِطرُ لَا أحِبُّه ..
عِطرٌ حَار لَا يَلِيقُ بِدِفئه ..
وَيَعُود ..
فِي صَباحٍ لَا أجِد فِيهِ مُتَنَفَّسَاً مِن ظِلَالِي ..
وَزَائِرٌ ثَقِيل يَجثُم عَلَى صَدرِي ..
هُوَ يَعلَم بِأنَّني أملِكُ ذَاكِرَة قَوِيَّة ..
لِذَا يَتَعَمَّد أن يَتَرَجَّل خَلقَ المَواقِف الجَمِيلَة ..
حَتَّى يَاسُرَنِي لِلأبَد فِي قَفَص ذِكرَيَاتَه ..
حَدَّ أن أقرَأهُ فِي كُلَّ الوُجُوه ..
وَأرَاهُ فِي كُلّ الفُصُول ..
لَقَد تَعمَّدَ أن يُذَكِّرُنِي بِنَفسه فِي لَحظَة حُلم ..
حَتَّى طَلَبتُ مِنهُ أن يَكُف ..
فَـ كَفَّ ..
لَم أعُد أرَاه ..
لَقَد افتَرَقنَا ..
لقَد كَفَّ المَطَر ..
وَأنَا يُؤَنِّبُنِي الحَنِين ..!
يُبَلِّلُنِي بَعدَ أن يَطرِق نَافِذَتِي بِأنَامِلَهُ البلّورِيَّة ..
يَلثِمُنِي فِي كُلِّ مَكَان تَقَع عَلَيهَا شَفَتَاه ..
أشعُرُ بِبَردِها ..
وأستَلِذُّ بِصَوتِهِ الجُهُورِيّ القَوِي ..
أملَأُ صَدرِي جَيِّدَاً مِن عِطرِه المُمَيَّز ..
أعُودُ إلَى الدَّاخِل ..
فِي عَينه الزَّرقَاء بَرِيقَاً خَاصَّاً ..
يُلقِي بِنَظَرَاتِه عَلَي مُتَفَحِّصَاً ..
ثُمَّ يَغمِز عِدَّةَ مَرَّات ..
وَيَرحَلُ سَرِيعَاً كَمَا أتَى ..
وَيَبقَى كُلُّ شَيء يَعبَقُ بِعِطرِه ..
وَتَمُرّ الأيَام وَالفُصُول وأنَا أنتَظِرَهُ بِشوق ..
لَكِنَّهُ لَم يَأتِي كَمَا وَعَدَنِي فِي الخَرِيف ..
يأتِي شِتَاءاً ..
بَعدَ أن يَئِستُ حُضُورَه ..
يَطِلُّ عَلَى نَافِذَتِي مُتَنَكِّرَاً بِزَيِّ ذَهَبِي ..
يَطرِقُهَا فَلَا أفتَح ..
يَقولُ أنَا الشَّمس ..
فأطلُبُ مِنهُ الرَّحِيل ..
فَـ لِلشَّمس عِطرُ لَا أحِبُّه ..
عِطرٌ حَار لَا يَلِيقُ بِدِفئه ..
وَيَعُود ..
فِي صَباحٍ لَا أجِد فِيهِ مُتَنَفَّسَاً مِن ظِلَالِي ..
وَزَائِرٌ ثَقِيل يَجثُم عَلَى صَدرِي ..
هُوَ يَعلَم بِأنَّني أملِكُ ذَاكِرَة قَوِيَّة ..
لِذَا يَتَعَمَّد أن يَتَرَجَّل خَلقَ المَواقِف الجَمِيلَة ..
حَتَّى يَاسُرَنِي لِلأبَد فِي قَفَص ذِكرَيَاتَه ..
حَدَّ أن أقرَأهُ فِي كُلَّ الوُجُوه ..
وَأرَاهُ فِي كُلّ الفُصُول ..
لَقَد تَعمَّدَ أن يُذَكِّرُنِي بِنَفسه فِي لَحظَة حُلم ..
حَتَّى طَلَبتُ مِنهُ أن يَكُف ..
فَـ كَفَّ ..
لَم أعُد أرَاه ..
لَقَد افتَرَقنَا ..
لقَد كَفَّ المَطَر ..
وَأنَا يُؤَنِّبُنِي الحَنِين ..!
9/1433هـ
كوثر العوازم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق