ﺫﺍﺕ ﻓﺠﺮ ..
:
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ..
ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﺩﻣﻌﺔ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺣﺪﻗﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺩﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺸﻮﻗﺘﻪ ﻭﻓﺮّﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ..
ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﻛﻮﺧﺰ ﺍﻹﺑﺮ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ ..
ﺄﻛﺘﻢ ﺍﻟﺼﻮﺕ ..
ﺻﻮﺕ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻳﻌﻠﻮﺍ ﺭﻭﻳﺪﺍً ﻭﻳﻜﺴﺮ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ..
ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺗﻄﺮﻕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﺗﺴﺘﻜﻴﻦ ..
ﺻﻮﺕ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻳﺒﺪﻭﺍ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﺣﻨﻮﻥ .. ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺍﻟﻜﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻀﺎﻧﻪ , ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﻤﺬﻧﺐ .. ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻭﺍﻟﺼﺎﺣﻲ ..
ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ..
ﻛﻞ ﺍﻷﺿﺪﺍﺩ ﺗﺒﺪﻭﺍ ﻣﺘﻮﺍﺯﻳﺔ ﺗﻤﺸﻲ ﺑﺎﻧﻜﺴﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﺣﺪ ..
ﻭﺗﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻋﻨﺎﻕ ..
ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻗﻤﺖ ﻷﺻﻠﻲ ..
ﺣﻴﻦ ﺍﻧﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﺎﺀ ﻭﺟﻬﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺣﻴﻦ ﺃﻗﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ..
ﺗﻮﺿﺄﺕ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﻗﻠﻴﻼً ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺃﻧﻈﺮ ﻟﻨﻔﺴﻲ ..
ﻭﻛﺄﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﺪّﻕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻋﻴﻨﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﺮﻯ ..
ﻣﻀﻰ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺳﺮﻳﻌﺎً ..
ﺣﺪّ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺤﻼﻭﺗﻪ ..
ﻟﻢ ﺃﺗﺬﻭّﻕ ﻃﻌﻢ ﻓﺮﺣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻴﻪ ..
ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﻓﺎﺗﻲ ﻳﻮﻟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻌﻮﺭﺍً ﻏﺮﻳﺒﺎً ..
ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﺗﺴﺎﺋﻞ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ " ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺪّﻣﺖ ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ؟ ﻛﻴﻒ ﻋﺸﺖ ﻃﻮﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ؟ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ؟ "
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪّﻕ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ " ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻚِ ﻻ ﺗﺰﺍﻟﻴﻦ ﺟﻤﻴﻠﺔ "
ﺍﺭﺗﺪﻳﺖ ﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻘﺎﻟﺖ " ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺒﺪﻳﻦ ﺃﺟﻤﻞ "
ﺣﺪّﺛﺘﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ " ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺒﻲ ﺷﻌﺮﻙ ﻭﺗﺮﺗﺪﻳﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﻻﺋﻘﺔ , ﻓﻘﺪ ﺗﻤﻮﺗﻴﻦ ﻗﺮﻳﺒﺎً , ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻣﻨﻚِ ﺃﺣﺪ ﻗﺒﻴﺤﺎً ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ , ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺳﺘﻐﺴﻠﻚِ ﻭﺗﻠﻒ ﺍﻟﻜﻔﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻙِ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻙِ ﺟﻤﻴﻠﺔ "
ﺍﺧﺘﻨﻘﺖ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﻮﺧﺰ ﺛﻘﻴﻞ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ .. ﻭﻗﻔﺖ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻌﻈﻤﺔ " ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ "
ﻣﺎ ﻛﺪﺕ ﺃﻧﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻻ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﺮ ..
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﻣﻮﺕ ﻃﻔﻠﺔ .. ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺷﺎﺑﺔ ..
ﻗﺪ ﺃﻣﻮﺕ ﺍﻵﻥ ﻭﻗﺪ ﺃﺣﻴﺎ ﻟﺤﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﺒﻴﺮﺓ ..
ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻀﺤﻚ ﻭﺗﻘﻮﻝ " ﺣﻴﻦ ﺗﻤﻮﺗﻴﻦ ﻟﻦ ﻳﻬﻤﻚِ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﺠﺴﺪ ..
ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻟﻦ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻌﻚِ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺮ ..! "
ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻬﺘﻤﻲ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺩﻳﻨﻚِ , ﺑﺎﻃﻨﻚِ , ﻗﻠﺒﻚِ , ﺭﻭﺣﻚِ ..
ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺘﻰ ﺳﻴﻤﻮﺕ ..
ﻟﻜﻦ ﻛﻠّﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﻤﻮﺕ ..!
كوثر العوازم
19/1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق