الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

محرّم 1433هـ

][ مُحَرَّم الحَرَام 1433 هـ ][

جاء هذا الشّهر مُثقلاً بِالجِراح ..
بَدَأ بِثورة صَغيرَة ..
راح ضَحيَّتُها بعضُ الشَّباب ..
بَدأ بِصُراخ الثَّاكلات ..
ونياح الأيتام الصِّغار ..

كُلُّ شَيء قَبلَه كَان يُعاني الفَوضى ..!
وَبَعدَه لَا هَمَّ يُشغِلُنَا سِوَى الحُسَين ..

المَدرَسَة كَانَت سَاحَة كَربَلاء ..
والمُعَلِّم كَانَ الحُسَين ..
وَنَحنُ التَّلامِيذ ..!

رُغمَ مُضِي عَشَرات السِّنِين وَحَتَّى الآن ..
كُلَّما استَذكَرنَا تِلكَ الدُّروس أصَابَتنَا الدَّهشَة ..

فَمَعَ كُل دَرس نَقرَأ قُصَّة ..
وَكُل قُصَّة تَحمِلُ فِي طَيَّاتِهَا أحدَاثٌ مَهُولَة ..

قَرَّرتُ أن أبتَعِد عَن رَفِيقي " الكمبيوتر " حَتَى انتِهَاء العَشَرَة الأولَى ..
فَجَاء العَونُ مِنَ الله وأصيب الكمبيوتر بفايروس ..
الحمد لله ..

في الليلة الأولى رأيتُ حُلماً ..

كنت جالسه على سفرة أم البنين عليها السلام ..
وإذا بالصيحات تتعالى أم البنين , أم البنين ..
وكل الأصابع تشير بالقرب مني ..
وقفت أدور حولي أبحث عنها ..
فوجدت أمامي طيف امرأة خمسينية يرتفع عن الأرض 20 سانتيمتراً ..
وصرت اصرخ يا أم البنين يا أم البنين بجنون وبشكل هيستيري ..
وإذا بالمرأة ترفع الغطاء عن وجهها وتنظر إلَي وتبتسم ..
ثم مدّت يداها إلَي بهدوء ..
هدأت قليلاً وارتبكت وبدأت ارتجف وأنظر الى وجهها ..
فمددت لها يدي اليسرى فقط ..
فمسحت عليها بكفيها ..
واستيقظت ..!



][ الحمدُ لله ][

وكأنَّ أم البنين (ع) بكفيها أعطتني دافعاً وحافزاً لأكون من خدمتهم ..
فتشجّعت وصرتُ أشارك مع القارئات في التعزية ..
حتى كانت ليلة السابع من المحرّم ..
رأيتُ حُلماً آخر ..
وكأنني جالسة في مجلس العزاء واضعة رأسي بين ركبتي والغصة تتكسر في صدري ..
وقد انتهى المجلس ولازلتُ على حالتي هذه ..
وإذا بإمرأة شابة ثلاثينية ..
تجلس عندي لتنظر الي وتقول :
أما اكتفيتي من البكاء ؟
قلت لها بحزن يخنقني :
ماذا افعل ؟ كلما تذكّرت خنقتني العبرة ..
قالت بعميق الحُزن وقد شحب لونها :
إذن ماذا افعل أنا وقد فقدت اخوتي واولادي وبناتي .؟!
ثم قامت وأنا لازلت افكر من هي هذه المرأة الجميلة الفاقدة ؟!
فقمت لأبحث عنها ونفسي تحدثني بأنها السيدة زينب الكبرى سلام الله عليها ..
ولكنها كانت قد اختفت ..


وا زينباه ..
 
كوثر العوازم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق