الأحد، 16 ديسمبر 2012

" لازلتُ أحيا "


صباحُ الحَنين ..

صباحُ الإشتياق إلى عبقات الماضي السحيق ..

إلى رنين تلك الضحكات البريئة بين عاشقين غضين ..

إلى ساعات الفجر الأولى التي تتسلل بهدوء ورقة عبر نافذة الحياة ..

إلى كُلّ شيء قد رحَل ..

ولم يعد يبقى من تلك اللحظات الجميلة سوى زجاجة عطرٍ فارغة ..

ورسالة عشقٍ طفوليّة يخبرُ  الحبيب حبيبته فيها عن مدى حبّه ..

وكيف أنّها أغنته في احتياجه الذّكوري عن بقيّة الإناث ..

صباحُ الإعتياد على الوحدة والغربة في الدنيا التي لم تعد تُهديها المفاجآت الجميلة ..

الدّنيا التي سلَبَت منها كُلَّ ثمين ..

وتركتها ممزّقة على قارعة الطّريق تلتحفَ الدُّعاء ..

إلّا أنّها لم تعُد تَبكي الفَقْد ..

فَقَد تعلّمت الصّبر ..

تعلّمتهُ والدّنيا تضرب كفّيها النّاعمين بسياط السّلب ..

صباحٌ ضبابيٌّ بارد ..

يلفُّ خيوط الذّكرى الشّفافة على قلبها المنكسر ويعصرهُ بقوّة ..

صباح التّرانيم التي تجري على لِسانها العذب برقّة ..

علّها تتسلّى ..

وتهوّن على قلبها المثقل وتجدّد الأمل ..

تّبتَسم ..

وتَرفعُ رواية أخرى لتقرأها بصمت غارق في أزقّة الذاكرة ..

تفتح عينيها باتّساعِ ناعس وتقرأ ..

وتترك الصور الجميلة تتراءى أمام عينيها بانسياب ..

تتوقف عند الأجمل لتشير إليها بقلمها القديم ..

تقرعها مرتين وتقول هذه رائعة ..

صباحٌ تَجد فيه نفسها لتحتضن دفء أنفاسها الخجلى ..

ويردّد قلبها النّابض " لازلتُ أحيا "

 

26/12/1433هـ

كوثر م العوازم

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق