الأحد، 16 ديسمبر 2012

" لازلتُ أحيا "


صباحُ الحَنين ..

صباحُ الإشتياق إلى عبقات الماضي السحيق ..

إلى رنين تلك الضحكات البريئة بين عاشقين غضين ..

إلى ساعات الفجر الأولى التي تتسلل بهدوء ورقة عبر نافذة الحياة ..

إلى كُلّ شيء قد رحَل ..

ولم يعد يبقى من تلك اللحظات الجميلة سوى زجاجة عطرٍ فارغة ..

ورسالة عشقٍ طفوليّة يخبرُ  الحبيب حبيبته فيها عن مدى حبّه ..

وكيف أنّها أغنته في احتياجه الذّكوري عن بقيّة الإناث ..

صباحُ الإعتياد على الوحدة والغربة في الدنيا التي لم تعد تُهديها المفاجآت الجميلة ..

الدّنيا التي سلَبَت منها كُلَّ ثمين ..

وتركتها ممزّقة على قارعة الطّريق تلتحفَ الدُّعاء ..

إلّا أنّها لم تعُد تَبكي الفَقْد ..

فَقَد تعلّمت الصّبر ..

تعلّمتهُ والدّنيا تضرب كفّيها النّاعمين بسياط السّلب ..

صباحٌ ضبابيٌّ بارد ..

يلفُّ خيوط الذّكرى الشّفافة على قلبها المنكسر ويعصرهُ بقوّة ..

صباح التّرانيم التي تجري على لِسانها العذب برقّة ..

علّها تتسلّى ..

وتهوّن على قلبها المثقل وتجدّد الأمل ..

تّبتَسم ..

وتَرفعُ رواية أخرى لتقرأها بصمت غارق في أزقّة الذاكرة ..

تفتح عينيها باتّساعِ ناعس وتقرأ ..

وتترك الصور الجميلة تتراءى أمام عينيها بانسياب ..

تتوقف عند الأجمل لتشير إليها بقلمها القديم ..

تقرعها مرتين وتقول هذه رائعة ..

صباحٌ تَجد فيه نفسها لتحتضن دفء أنفاسها الخجلى ..

ويردّد قلبها النّابض " لازلتُ أحيا "

 

26/12/1433هـ

كوثر م العوازم

 

][ سمية ][ قصة قصيرة


عذراء على ابواب الثلاثين ..
هذا ما خطر لها حين ابتسمت في وجهها احداهن لتقول لها عرفيني على نفسك ..
لكنها اكتفت بابتسامة وذكر اسمها " سمية " ..
- جميلة أنتي يا سمية ..
- لكل فتاة مسحة جمال قد يلاحظها البعض دون الآخرين ..
- تبدين مثقفة ايضا ..
- دقة الملاحظة قد تؤدي الى ذاك الطريق الذي تعنين ..
- لديك موهبة في المحاورة ايضا ..!
- المحاورة عبارة عن تبادل وجهات نظر , ليس إلا ..
- لا استطيع مجاراتك ..
- تستطيعين ولكن لا تريدين .. تلك الإنهزامية ..
- حسنا يكفي هذا ..
ابتسمت وختمت الجلسة بكلمة " تشرفنا بمعرفتك "
هي تعرف أن طبيعة شخصيتها قد تثير النفور لدى البعض ..
لكنها تحب لعب الأدوار ..
تحب أن تكون كل يوم بطلة جديدة لفيلم من مخيلتها هي ..
يصفها البعض بالغموض ..
أو غريبة الأطوار ..
يعجب بها البعض ..
وتثير الاستغراب لدى البعض الآخر ..
تحب هذا ..
تحب أن تكون مختلفة عما عهده الآخرون ..
تحرجها بعض النظرات المستنكرة أحيانا ..
وأحيانا تزهو بنفسها حين تكتشف نظرة اعجاب ..
العالم الخارجي بالنسبة لها يشبه استديوهات التصوير ..
هي من تختار الأشخاص وهي من تختار اختلاق المواقف ..
لديها موهبة في تغيير الأجواء حينما تحل على مكان ما في دقائق ..
إما كئيب مظلم ..
أو صاخب يضج بالفرح ..
المقربون يعترفون لها بهذا ..
وغالبا ما يستعينون بها لتغيير أجواء المنزل ..
في ذلك اليوم اختارت أن تكون غاضبة ..
فنثرت شحناتها السالبة في كل ركن من المنزل ..
وعلا الصراخ في كل مكان ..
هي تصرخ ..
والصغار يصرخون ..
والكبار تعلو أصواتهم بهمجية غاضبة ..
ثم وبعد كل هذا غرقت في صمت مهيب ليهدأ كل شيء من حولها ..
أغمضت عينيها ..
صارت تسمع صوت أنفاسها ..
ثم ابتسمت .. حدّثت نفسها أنا قادرة على أن أجعلهم جميعا يضحكون ويبتسمون ..
فراحت تدندن في البداية ثم ارتفع صوتها قليلا ..
فتحت عينيها بحيوية ..
وراحت تصفق ..
فأثارت انتباه الصغار أولاً ..
وراح الأطفال يصفقون معها ويضحكون ..
فانتبه الكبار وابتسموا وراحوا يشجعون الصغار على الرقص ..
علت الضحكات ..
حتى تعبت وتوقفت ..
واستمر البقية في المرح ..
توجهت نحو بركة الماء الممتلئة ونزلت فيها بملابسها ..
وراحت تسبح كالسمكة ..
تحت الماء كل شيء يبدوا أقل ضجيجا وصافياً ..
لا تزال تحبس أنفاسها وهي تفكر ..
تستطيع التفكير تحت الماء بوضوح ..
تشعر وكأنها تتجرد من جسدها ..
في الأعلى ضجيج ..
وتحت الماء سكون ..
تذكرت حبيبها الذي أغضبته بارادتها ..
حدّثت نفسها سأحادثه فيما بعد لأجبر خاطره المكسور ..
لم يكن يستحق مني كل ذاك التأنيب ..
انتهى الأوكسيجين فاضطرت للصعود والتقاط أنفاسها ..
عاد الضجيج والصخب ..
سبحت إلى أن ملّت ..
نهضت بتثاقل ..
وراحت تبدّل ملابسها المبللة وتمشط شعرها وهي مغمضة العين ..
التقطت هاتفها وطلبت رقمه ..
- ألو
- ألو
- أهلا سراج
- أهلا
- لا تزال غاضبا ؟
- لا بل مرهق
- آسفه , أنا اعتذر
- أنا الذي يجب عليه الاعتذار
- لا بأس دعنا ننسى
- حسنا
- هل تناولت طعامك ؟
- لا
- لماذا ؟
- لم أكن اشتهي
- تعرف أن أكثر ما يغضبني هو استهتارك وتهاونك بصحتك
- تهمكِ صحتي ؟
- ألديك شك في ذلك ؟
- لا
- إذن لماذا تسأل ؟
- أتمنى أن أسمع منكِ ما يسرني
- أحبك
- لم تكن تنبع من أعماق قلبك ..
- تناول طعامك واهتم بصحتك وستسمع مني ما يسر
- حسناً
- سأقفل الآن .. مع السلامة
- في أمان الله
بقي الهاتف معلقا في يدها تنظر اليه وكأنها تنظر في المرآة ..
وضعته على صدرها وهي تردد " آسفة "
لا تدري لماذا تحب أن تتلاعب بأعصابه ..
هكذا تعشقه أكثر ..!
تعشق عصبيته وجنونه وخوفه المبالغ فيه عليها ..
وهي تستطيع أن تخرج كل هذا منه ولكن متى تشاء ..
حتى هي أحيانا تصف نفسها بالقاسية ..
بدأت تشعر بالإرهاق وهي تفكر ..
لماذا كان يجب أن تحبه هو دون باقي الشبان من حولها ..
هو المريض الذي ينفر منه البعض لغرابة أطواره ..
غريب أطوار يناسبني تماما .. قالت مبتسمة ..
يفهمني جيداً كما أفهمه .. لكننها لن نجتمع تحت سقف واحد أبداً ..
نجتمع أرواحاً لا أجساد ..
تسمع صوت عقارب الساعة وهي تتحرك ببطء وبصوت يثير الأعصاب ..
هدأت النفوس ونام الجميع ..
يروق لها أن تراقبهم وهم نيام ..
ثم تدخل الغرف واحدة تلو الأخرى لتقبل الصغار وتغطي الكبار وتطفئ الأنوار وتغلق الأبواب ..
تقف في زاوية مظلمة وحيدة وتقول " يوماً ما لن أكون هنا "
ثم تتخيل أن هذه الليلة هي ليلتها الأخيرة في هذا المنزل ..
كما يفعل بعض الاموات في ليلتهم الأخيرة حينما كانوا أحياء ..
لكنها تكتشف أنها لا تزال حية ترزق في صباح اليوم التالي ..
هي أيضا مريضة ..!


تمت ..

2012/1433هـ

kawther alawazim

][ مطر ][

][ مطر ][



:





تتساقط حبّات المطر على وجني لتناغي دموع العين بحنان بحجم السماء .. قطرات تزرع البسمة على الشفاه فما تراه يفعل بنا الغيث ؟ الرحمة ..


:




اشتاق لرجفة شفاهك حين تقول شيئا مثل "أحبك" وتهرب لتحتمي من المطر في آن .. ترى لمن قلت أحبك اليوم وأنت تهرب من رذاذ المطر؟!


:




حتى الدنيا ترش بعض رذاذ العطر على ثياب الطبيعة بين فترة وأخرى حتى تغري أمثالي للرقص معها ..!


:




قد أصحو بعد المطر فأجدني في السماء غيمة عابرة .. أسقت الأرض عصارة الحياة ومضت .. ! رحماك ربي ..


:



قلبي يعتصره الألم .. كما يعتصر الغيم المطر ..! ربي بلسم تلك الأماني بتحقيقها .. وحق الرحمة والمطر ..


:


3/2

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

" لوحة فارغة / قصة قصيرة "

" لوحة فارغة / قصة قصيرة "





:


احتجت إلى أن أستنشق بعض الهواء في صباح جميل وشاعري كهذا ..

كانت الشمس تلقي بأنوارها رويداً ..

الهواء بارد ..

لم أتوقع أن يكون بتلك البرودة ..

رأيت سجادة صغيرة مفروشة في باحة المنزل ..

فذهبت واستلقيت عليها ..

ركزت نظري الى السماء ..

كانت السماء باهتة , يشوب زرقتها لون رمادي ..

والشمس أبداً لم تكن دافئة ..

ربما لأنها لا تزال في اشراقاتها الأولى ..

شمس الشتاء ليست دافئة جداً ..

تباً للذكريات التي تجتاحني كلما رأيت شمس الشتاء ..

أعترف انها ذكريات لذيذة لكنها مرة كقهوة الصباح في يوم مزدحم بالمشاغل ..

لقد أحكمت القفل على الذكريات ..

فاستطعت أن أتناسى الشيء الكثير ..

إلّا أن ذاكرتي تتمرّد أحياناً وتسرّبها خلسة بين الفينة والأخرى ..

أحاول أن أجد في السماء ما يلفت نظري ..

لا أرى شيئاً سوى نقاط بيضاء فارغة وخيوط من الدخان تتحرك كلما حرّكت عيناي ..

تبدوا في حركتها السريعة كأسماك الزينة تهرب هنا وهناك ..

أظن أنها بسبب السوائل داخل عيني ..

سبحان الله ..

ربما لهذا قيل أن النظر الى السماء يقوّي النظر ..

الشمس تواصل اشراقها ..

أذكر يوم أن سمّيتني بهذا الإسم ..

سألتك باستغراب : لماذا اخترت لي هذا الإسم ؟

فأجبت بابتسامة : في الشتاء أدفأ مكان نجده في الخارج هي تلك الأماكن التي تلقي الشمس بأشعتها عليها .. الكل يبحث عن شمس الشتاء ليتدفأ بها في البرد ..

راقت لي تلك الإجابة وافرجت شفتاي عن ابتسامة ..

الا انني الآن أفكر كم كنت غبية بل أحبك لأفرح بكلامك ..

شمس الشتاء دفئها مؤقت .. ربما لهذا افترقنا ..

كان يجب أن أعترض .. ما كان يجب أن أفرح ..

حلّق طائران ليشغلا تلك المساحة الفارغة للوحة السماء أمامي ..

ارتبك أحدهما وكاد أن يغير اتجاهه حين رآني ..

لكن الثاني لم يكترث وأكمل رفرفة جناحيه بانتظام ,دون أي ارتباك , تبعه الآخر سريعاً ..

ثم تبعهما سرب من الحمام يطير بعجلة ..

عصفور يقف على السور ..

ربّما عصفورة تبحثُ عن قوت لصغارها في هذا البرد ..

يبدوا لي أنّها ترتجف كلّما حرّك النسيم ريشها ..

ترى هل أصبحت أباً الآن ؟

هل أنجبت ابنة وسمّيتها باسمي كما كنت تقول دائماً :

إن لم يشأ الله لنا لمّ الشمل سأسمي ابنتي باسمك , حتّى حين أتذكّرك واتلفّظ باسمك لا يلتفت من هم حولي لفداحة الخطأ ..!

كنت أردّ عليك : حين نفترق سيكون من الخطأ أن تسمي ابنتك باسمي , لأنها ستصبح منحوسة مثلي وقد تفترق هي ايضاً عمن تحب أو عنك بالأحرى ..!

كنت تحزن حين أقول لك هذا الكلام ..

وكان حزنك ذاك يفرحني ..!

صوت طائرة يخترق سكون الصباح ..

تحلّق أمامي ببطئ ..

سطحها يعكس نور الشمس فتبدوا لمّاعة ..

كأنها لعبة ..

يهب نسيم بارد ويحرك خصلات شعري ..

أشعر بالبرد وأطرافي قد تجمّدت ..

سأقوم الآن ..

لأعطس عطسة الصباح المعتادة وأنسى أي ذكرى تتعلّق بالماضي ..

ها أنا أعود لروتيني اليومي , لوحتي الفارغة ..

قد أملأ فراغها وقد لا ..


:



انتهت ..



28/1/1434هـ

كوثر العوازم

الأحد، 9 ديسمبر 2012

غنّي معي ..!






غنّي معي ..

أيّتُها السمَاء ..

وافتَحِي لِي آفَاقاً مِن رَخاء ..

يَا شَمسَ الحُبِّ وَالبَهاء ..

أنِيرِي وَجهِي بِالضِّياء ..

سَأطِير ..

مَعَ سَربِ مِن عَصافِير ..

إلَى حَيثُ الأغادِير ..

سَأبتَعِد ..

عن كُلّ الأعاصِير ..

سَأكونُ مُجَرَّدَ طَير ..

تبرُقُ عَينَايَ بِالدُّموع ..

شَفَتايَ تَدعُوا بِخشوع ..

والرُوحُ تَسكُن بِخضوع ..

أنَا وَحدِي بَينَ الجُموع ..

غَنِّي مَعِي ..

يَا أيُّهَا الجَمال ..

دَعنِي ألعَبُ بِالرِّمَال ..

عَلَى شاطِئ الكَمَال ..

أرشُفُ بَاقِي الثُّمَال ..



كَم أوَدُّ أن أستَرِيح ..

وأتَمايَل مَعَ الرِّيح ..

يَا قَلبِي الجَرِيح ..

اسكُن واستَرِيح ..



يَاوَردَ العِطر ..

يَا دَمعَ الغَيم ..

يَا فَرَاشَات السِّحر ..

يَا فَستَانِي الحَرير ..

يَا شَعرِي الـ يُحَرِّكهُ النَّسيم ..

يَا شَجَرَ الصفصَاف ..

يَا أورَاقَ القَيقَب ..

غَنُّوا مَعِي بِابتِهالِ ..

إلَى السَّماء ..

بِالدُّعاء ..

كَي أتَحَرَّر مِن قَيد الجَهل ..

لِأرَى كَهفَ النّور ..

فِي صَباحِ جَمِيل ..

لِأعيشُ فِيهِ بَاقِي السِّنين ..

كَملاكِ مِن طِين ..

أو حُورِيَّة مِن يَاسين ..





::




1434هـ



26/1



كوثر العوازم

السبت، 8 ديسمبر 2012

كَمَريَم ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يحدث أن أفقد نفسي أحيانا ..
فلا أعلم أناي هي تلك التي ترتدي السواد وتتشح الحزن والكآبة ..
أم هي تلك التي تنضح بياضاً وتفيض بهجة وسعادة ..

يحدث أن يقع عقلي في حيرة والقلب ما بين مؤيد ومعارض ..
صراع لا نهاية له ..
أبتعد ثم أعود أدراجي ..
أحطم كل تلك المثل العليا التي اجتهدت لإقناع نفسي بها ..
ثم أعود لجبر كسرها واصلاحها ..

كوني كمريم ابنة عمران ..
جملة تتردد في عقلي مرات ومرات ..
أنا أحاول جاهدة ..
أصارع الهوى والنفس ..
أشيح بوجهي عن تلك الملذات اللحظية ..
ألقن ذاتي بأنني سأكون .. سأكون ..
ولكن يحدث أن ينبض القلب دون سابق انذار ..
فأبكي ..
وأبكي ..
أبكي و العقل يلهج كيف تكونين كمريم ..؟!

ما أصعب العيش حين تكون الحياة حرباً مستمرة ..
معارك لا نهاية لها ..
نصاب فيها بالجروح والحروق وقد نموت تدريجيا ..

عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمرة

25/12
كوثر العوازم

( تمسكُن )

( تمسكُن )

إن أخطر سلاح يوجّه الى الى ذوي القلوب الرحيمة هو الإستغلال العاطفي ..
حدّ أن تستنزف كل قواهم الحسية والعقلية والجسدية ..

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ..

20/11

كوثر العوازم

( تناقض)


( تناقض )


يسيطرون على كل شيء في حياته ..
ويتحكّمون حتى في ملبسه ومأكله ومشربه ..
لا يتركون له حق الإختيار حتى في أتفه الأمور ..
ثم يتسائلون عن سر حزنه وكآبته ..! ويطلبون منه أن يكون سعيداً ..!
يربطون أجنحته ثم يطلبون منه الطيران ..!
::
 
كوثر العوازم

18/11

( منطق)


( منطق )

إمرأة ناجحة يعني إمرأة متزوجة وأم في مجتمنا ..
لا يهم عقليتها أو ثقافتها او مواهبها المتعددة ..

هي فقط من تستحق الإهتمام بها ومراعاتها والضحك معها ..
أما غير ذلك فستكون فاشلة مصابة بداء الإكتئاب ..
تنحّى جانباً وكأن وجودها لا مرئي ..!

إمّا أن تثبت حضورها بقوة أو تختفي إلى الأبد ..


18/11
 
كوثر العوازم

( تربية )


( تربية )


يسلبونه حق الحياة ويهمّشونه ..
لا أحد يصغي إلى أنينه ..
ولا أحد يهتم بحاجته ..
ويجرحون مشاعره المرهفة مراراً وتكراراً ..
فيتنحّى جانباً ويتّخذ له من تلك الزوايا المظلمة صدر الحنان ..
فيكبر وتكبر آماله وآلامه ومواهبه ..
يتعلّم الإستقلال والإعتماد على الذات وحس المسئولية ..
يقسو قلبه قليلاً على كل من حوله ..
ويتكبر على المجتمع الذي همّشه ..
فيبدأ المجتمع بالتقرّب منه بعد أن صار رجلاً يشار له بالبنان ..
فيقابلهم بالرفض وعدم الإبتسام أو المجاملة ..
لا يعرف الا أن يكون صادقاً ولم يتعلّم المراوغة ..
يتّهمونه بالغرور والقسوة والخشونة ..
وينسبون اليه صفات بشعة أخرى ..

وكأنهم لا يعلمون أنهم السبب في كل ذلك ..!!


18/11
 
كوثر العوازم

الأمان الأمان


تَعزِفُ الآه فِي دُجَى اللَّيل تَرانِيم الإشتِياق ..
القَلبُ يَنبض بِـ خَجَل ..
يُصَابُ الجَسَد بِارتِعاشات السَّنابِل , حِينَ تُداعِبُها نَسائِمُ الخَرِيف ..
فِي حَضرَته كُلَّ شَيء يَبدوا جَمِيلا ..
تِلكَ السَّاحَات الكَبِيرَة مَا هِي إلا بَحرٌ نَركَبُ أموَاجَه لِتَقذِفُ بِنا عَلَى ضِفاف الكَوثَر ..
وتِلكَ القُبَّة الذَّهَبِيَّة مَا هِي إلَا ضَوءٌ مِن قَمَر يُعانِقُ السَّمَاء بِشُموخ ..
وَالوَردُ فِي كُلّ مَكان يَعبَق بِعطرِ القَدَاسَة ..
نَفَضتُ رِدَائِي عَن الغُبار العَالِق به ..
وَوَقفتُ أمَام بَوَّابة الجَنَّة ..
القَلبُ يَخفِق بِلَهفة ..
والدَّم يَتَصاعَد بِحَرَارَة ..
يَديَ تَرتَجِف ..
وصَدرِي يَختَنِق بَأنفاسه ..
فأقتَرِب والجُرأةَ تَحثُّنِي عَلَى الإقتِراب ..
أشِمُّ رَائِحَةَ المَطَر ..
والعَين تَنضَح بِالدُّموع ..
هَيبَة السُّلطَان تُزَلزِلُ أركَانِي الضَّعِيفَة ..
وَلَكِنَّ الشوق أقَوى أركَانِي ..
أرتَمِي عَلَى صَدر الضَّرِيح ..
والصَّوتُ يَتَهَدَّج بِالأنِين ..
آه يَا أيُّهَا السُّلطان ..
تُهنَا فِي هَذَا الزَّمان ..
وَالوَلِيُّ الَّذِي نَرتَقِب , حُضُوره يَشكُو الغِيَاب ..
هَمسٌ يَتَعالَى حَتَّى يَغدُوا صَرخَات ..
الأمَان الأمَان يَا ضَامِنَ الجِنَان ..


11/10
kawther alawazim

سَاعَة مرَض


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تخنقني رائحة الكحول التي تعبق بها أجواء المستشفى ..
وصوت طفل يبكي باستمرار يعاند المرض ..
آهات .. أنين .. بكاء .. دعاء ..
وربما صوت ممرضة تلاعب طفلاً كي يشرب الدواء ..
أصحاء جاءوا مع بعض المرضى ..
فحثهم الفضول على إستراق السمع ..
أو استراق النظر من بين فتحات الستائر الخضراء ..
كل شيء خانق ومزعج ..
وكان لابد لي من مهرب ..
قسط من غفوة ينتشلني من وحل الإرهاق ..
أو نومُ يخطفني الى عالم الأحلام ..
لعلي هناك أجد ما يسرني ..
لعلي أجد شخصاً يمسك بباقة ورد حمراء ..
ويخبرني بأنه كان ينتظرني ..
ولكن لا شيء من هذا قد يحدث ..
فالغوغاء والضوضاء مستمرة ..
وعقلي تتزاحم فيه الكثير من الأفكار ..
كل شيء يبدوا مشوشاً ومموجاً ..
وضعت " السماعات " في أذني ..
واخترت لي بعض الصوتيات المريحة والمحببة الى نفسي ..
واختفى كل شيء فجأة ..
وبدوت وكأنني وحدي ..
لا شيء هناك سوى منظر " المغذي " والإبرة التي تخترق جسدي ..!

2/11
 
كوثر العوازم

النّورَس


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كلما جئت لزيارتي تبدأ حكاية لا أعرف منها سوى بداياتها ..
عن النورس الذي راح يصطاد سمكة مميزة ..
تقول لي هذه المرة سأكملها ..
وتبدأ ويبدأ صوتك بالإنخفاض شيئاً فشيئاً ..
أسرح في عالم آخر ..
يذكّرني همسك بصوت أمواج البحر في الصباحات الشتوية الباردة ..

أطلب منك أن ترفع صوتك حتى أسمعك جيدا ..
فتقترب مني أكثر بينما تخفض صوتك أكثر ..
تعرف نقطة ضعفي ..
وكأنك تتعمد أن تبدوا بتلك الصورة الخيالية في عيني ..
أشيح بوجهي عنك هرباً من نظراتك الثاقبة ..
فتلتقط عيناي لك صوراً مشوشة ومبعثرة غير واضحة ..
أراك تبتسم بخبث وتكمل حكايتك التي لا أفهمها ..
أبدوا وكأنني بداخل فقاعة أحدثتها أمواج البحر برقصها الهادئ ..
أرهف السمع لكي أسمعك ..
لكنني لا أسمع سوى صوت قلبي الذي يدق طبوله إنذاراً بتصاعد الدماء الى وجناتي ..
تباغتني بسؤال لا أعرف له إجابة ..
أسناني تعاقب شفتاي فتلوكها بحرج شديد ..
وأولي هاربة تاركة إياك تقهقه بصوت عال ..



1433هـ kawther alawazem

][ الحب][


][ الحب ][


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يسألونني كثيراً عن الحب ..
وعن قلبي إن كان به نبض من عشق ..
ويجدون أن حديثي عن العشق والغرام غريب ..
أو بمعنى آخر ( لا يناسبني ) ..!
حدّ التعجب من بعض كتاباتي ..
والتي يظن الكثير بأنني واقعة في الحب بسببها ..
دائماً حديثهم هذا يضحكني ..
فأنا في النهاية إنسانة ذات قلب وروح وجسد ..
أودع الله في ما أودعه في مخلوقاته ..
لعلي أخجل في الحديث عن الحب في الواقع ..
لكن لا بأس في الحديث عنه خلف ستار أو بواسطة قلم ..
فالقلم لا يكتب فقط ليعبر عن ذات الكاتب ..
بل ذات الكاتب تأمر القلم بأن يكتب سواء ليعبر عنه أو عن الآخرين ..
وأحيانا كل تلك الحروف التي خطّت وسطرت بانسيابية ورقة حول الحب قد لا تعني شيئاً سوى الـ " خيال "
وفي الحب أقول ..
لقد أغلقت على قلبي ألف باب ووضعت عليه ألف قفل ..
ولكن كلما سمعت أو قرأت كلمة تحرك أوتار القلب تنكسر تلك الأقفال ..
وتفتح تلك الأبواب ..
لعلي " أعشق " يوماً ..!
من يدري ..
 
1433
 
كوثر العوازم

][ الموت ][


][ الموت ][

يأخذ حيزاً كبيراً من تفكيري هذه الأيام ..
لا أدري لماذا ؟!
لعلي أتأثر كثيراً كلما سمعت عن وفاة أحدهم ..
وهذه الأيام كثر عدد الوفيات ..
أشعر بالخوف كلما فكرت بأنني قد أموت بين هذه اللحظة وتلك ..
ويتشوش ذهني من كثرة المسميات والمعتقدات التي أسمع عنها أو أقرأها حول الموت ..
يبدوا الموت جميلاً ومريحاً جداً في أحلامي ..
وكأنني خلعت ملابسي جميعها واستبدلتها برداء حريري واسع وشفاف ..
حد أن لا أشعر بانني أرتدي شيئاً ..
ثم أطير بحرية بحتة نحو السماء وأنا أرى النجوم من حولي كبيرة براقة ..
لكنني حينما أفكر به في الواقع ..
أشعر بأنه سوداوي مخيف ..
يقول أبي أن المؤمن لا يخاف من الموت ..
لكن هناك روايات تقول أن أصعب ما قد يصيب الإنسان هو الموت ..
فإن كانت لديه بعض الذنوب او التقصير تجاه دينه ..
يشدد عليه عند قبض روحه ..
تلك الشدة هي ما تخيفني ..
ترى كيف سيكون شكل ملك الموت وهو يقبض روحي جميلاً أم مخيفاً ..
أنا انسانة عادية إذن لست معصومة من الخطأ والذنب ..
ومهما استغفرت عن كل ذنب أكبر في العمر وقد أخطأ من جديد وأذنب ..!
وأنا قد أغفل .. وقد أتغافل ..
حين أرى الشمس وقد أشرقت من بين طيات الأفق البعيد ونشرت نورها على كل الأرض وهب نسيم الصباح حد أن تطير خصلات شعري وتلامس وجهي ..
أشعر بإرتياح بالغ ..
ذاك الشعور بالراحة هو ما أتمنى أن أجده عند موتي ..
لكن حين أكون وحدي في مكان ضيق ومظلم أشعر بالخوف والإختناق ومن أن قد أرى وجهاً مخيفاً يظهر لي من العدم ..
هذا ما يقلقني حقاً ..
تقول لي إحداهن نظرتكِ حول الموت سوداوية .. فالحياة أمامك ..
قلت لها : ماذا لو أن الموت سبق الحياة وأخذني منها ..! إن لم أفكر في الموت الآن فمتى سأفكر فيه ؟!
حين أموت أكون قد مت مسبقا وفي ذلك الوقت حتماً سيشغل تفكيري شيء أعظم هو الحساب والمصير ..!
ولعل بعض الأحلام التي أراها في منامي لها دور في أن يأخذ الموت كل هذا الحيز من تفكيري ..
لقد رأيت نفسي أوزع الخبز في مسجد وفيه بعض الأجساد المغطاة بالقماش الأبيض ..
واتخذت لي مكاناً بينهم ..!
أدعوا كثيراً بان يحقق لي تلك الأماني الصغار في الحياة قبل أن أموت ..
ولكن أعظم أمانيّ أن أموت موتاً جميلاً ويكون مصيري أجمل ..

25/10/1433هـ
 
كوثر العوازم

ليلٌ وبحر ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كنت بحاجة لبعض السكون ..
ولـ أن أكون وحدي ..
أبث همومي الى تلك الأمواج الفضية ..
وفي قرارة نفسي أعلم أنها ستحملها إلى أعماق البحار ..
ولن يعلمم بها الا الله ..
نظرت مطولاً إلى القمر ..
كان جميلاً يشع ضياء ..
تخيلت تلك الوجوه الحبيبة التي فارقتني منذ زمن ..
وكأنه البلورة السحرية التي ستريني اياها لأروي شوقي ..
سمعت وشوشة ..
لا أدري إن كانت وشوشة الأمواج أم وشوشة الدموع التي سقطت على وجنتي ..
أم هو القلب الذي كان يحثني لأن أرتل ألحاني ..
علّني أداويه فيداويني ..
كلما بدأت بالترنيم لأكسر ذلك الصمت ..
تحيرت في ماذا سأقول ..
هل أترنم بقصة حب ..
أم بقصة شوق ..
أم بمرح وسرور ..
أو بالحزن والكآبة ..
لا شيء من هذا جرى على لساني ..
سوى " إلهي " ..
حين نطقتها رأيت النجوم تغمز لي ..
وهب نسيم بارد جفف بقايا العرق المتصبب من جبيني ..
فخفق قلبي حباً للسماء الصافية ..
وشعرت بدغدغة الإنشراح تسري في صدري ..
أنوار المدينة تتلألأ من خلفي ..
تبدوا سعيدة وبراقة ..
والبحر المظلم أمامي يبدوا غامضاً يثير أشجاني ..
قضيت من الليل وطري ..
وأشبعت كياني سحراً اقتبسته من الظلام ..
ثم رفعت أطراف فستاني الأبيض ..
ورحت أنضم الى قافلة النائمين ..

24/10
 
كوثر العوازم

يَتَساقَطُ المَطَر ..

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يَتَساقَطُ المَطَر ..
يُبَلِّلُنِي بَعدَ أن يَطرِق نَافِذَتِي بِأنَامِلَهُ البلّورِيَّة ..
يَلثِمُنِي فِي كُلِّ مَكَان تَقَع عَلَيهَا شَفَتَاه ..
أشعُرُ بِبَردِها ..
وأستَلِذُّ بِصَوتِهِ الجُهُورِيّ القَوِي ..
أملَأُ صَدرِي جَيِّدَاً مِن عِطرِه المُمَيَّز ..
أعُودُ إلَى الدَّاخِل ..
فِي عَينه الزَّرقَاء بَرِيقَاً خَاصَّاً ..
يُلقِي بِنَظَرَاتِه عَلَي مُتَفَحِّصَاً ..
ثُمَّ يَغمِز عِدَّةَ مَرَّات ..
وَيَرحَلُ سَرِيعَاً كَمَا أتَى ..
وَيَبقَى كُلُّ شَيء يَعبَقُ بِعِطرِه ..
وَتَمُرّ الأيَام وَالفُصُول وأنَا أنتَظِرَهُ بِشوق ..
لَكِنَّهُ لَم يَأتِي كَمَا وَعَدَنِي فِي الخَرِيف ..
يأتِي شِتَاءاً ..
بَعدَ أن يَئِستُ حُضُورَه ..
يَطِلُّ عَلَى نَافِذَتِي مُتَنَكِّرَاً بِزَيِّ ذَهَبِي ..
يَطرِقُهَا فَلَا أفتَح ..
يَقولُ أنَا الشَّمس ..
فأطلُبُ مِنهُ الرَّحِيل ..
فَـ لِلشَّمس عِطرُ لَا أحِبُّه ..
عِطرٌ حَار لَا يَلِيقُ بِدِفئه ..
وَيَعُود ..
فِي صَباحٍ لَا أجِد فِيهِ مُتَنَفَّسَاً مِن ظِلَالِي ..
وَزَائِرٌ ثَقِيل يَجثُم عَلَى صَدرِي ..
هُوَ يَعلَم بِأنَّني أملِكُ ذَاكِرَة قَوِيَّة ..
لِذَا يَتَعَمَّد أن يَتَرَجَّل خَلقَ المَواقِف الجَمِيلَة ..
حَتَّى يَاسُرَنِي لِلأبَد فِي قَفَص ذِكرَيَاتَه ..
حَدَّ أن أقرَأهُ فِي كُلَّ الوُجُوه ..
وَأرَاهُ فِي كُلّ الفُصُول ..
لَقَد تَعمَّدَ أن يُذَكِّرُنِي بِنَفسه فِي لَحظَة حُلم ..
حَتَّى طَلَبتُ مِنهُ أن يَكُف ..
فَـ كَفَّ ..
لَم أعُد أرَاه ..
لَقَد افتَرَقنَا ..
لقَد كَفَّ المَطَر ..
وَأنَا يُؤَنِّبُنِي الحَنِين ..!

9/1433هـ
 
كوثر العوازم

رِسالَة


رِسالَة لَا أعلَم وجهَتَها ..

:

ذاتَ مَرَّة حِينَ أعيَانِي الشَّوق وأبكَتنِي الحَاجَة ..
كَتَبتُ رِسَالَة طَوِيلَة ..
المُرسَل : كَوثَر ..
المُرسَل إلَيه : صَاحِبَ الزَّمَان رُوحِي لف الفِدَاء ..
العُنوَان : ......!

تَمَّ الإرسَال ..
تُرَى هَل وَصَلَت ؟!
إذن لِمَا لَا تَبرُد الحَرَارَة الَّتِي تَجتَاح قَلبِي ..؟!
أنَا فِي غَايَة الحُزن ..
 
 
 
كوثر العوازم

][ علي ][

][ علي ][

21/9
 
 
ليلة وفاة أمير المؤمنين سلام الله عليه ..
كنت أشعر بالإرهاق والتعب جراء الأنفلونزا التي أصابتني ..
فترددت أن أخرج من المنزل لحضور مجلس العزاء ..
وما شجّعني على البقاء في البيت والدتي حفظها الله حين رأتني مرهقة قالت لي أجلسي في المنزل واستمعي الى المصيبة من خلال قنوات الشيعة ..
وكنت سأفعل ..
لكن في اللحظات الأخيرة قبل خروج أخواتي للحضور قمت سريعا ولبست عبائتي ..
لقد غيرت رأيي ..
فهي مرة واحدة في السنة ولن تتكرر ..
وسأخسر الكثير بعدم ذهابي ..
كنت أشعر بالضيق والأسى ..
وما أن لبست عبائتي حتى راودني شعور الراحة ..
وصار المرض يتسلل من جنباتي رويداً رويدا ..
وصلت إلى هناك وأنا أقول في نفسي يا للخسارة مجلس واحد فقط ..!!
هنيئا لمن حضر عدة مجالس وبنى له بكل دمعة قصر في الجنة ..
اتخذت مكاني من الجلوس وأخرجت القرآن من حقيبتي وبدأت أقرأ ريثما يبدأ الخطيب ..
وبدأ الخطيب في الأبيات ثم في المحاضرة ..
وأنا أستمع للمحاضرة جاءت امرأة وجلست بجانبي وأفسحت لها ..
وكان لديها طفلاً جميلاً أشقر بشعر مجعد ذو بسمة بريئة وقسمات وجه منيرة ..
لا يملك من العمر الا سنة وبضعة أشهر ربما .. كان ينظر الي ..
فنظرت اليه وابتسمت حين تذكرت ابن اختي هادي ..
فاقترب مني شيئاً فشيئاً وارتمى في أحضاني ..!
وأنا متفاجأة فأخذت اربت على ظهره ..
رفع نفسه ونظر الى وجهي مجدداً ..
وانا ابتسم ..
فراح يقبلني وأمه تنظر متعجبه ..
سألتها ما اسمه ؟
قالت علي ..
( صار قلبي يدق فجأة حين ذكرت اسم علي واختنقت بدموعي )
أخذته أمه وصار يبكي ويمد يديه نحوي يريدني ..
فطلبت منها ان تتركه عندي ..
لكنه استمر في تقبيلي فأعطيته لوالدته حين بدأ يحرجني ..
فضحكت أمه وقالت يبدوا أن ابني وجد له عروساً منذ الآن ..!!
كانت ذكرى لا تنسى ..
لعلي شعرت حينما عرفت اسم الطفل بأن أمير المؤمنين سلام الله عليه شملني بعنايته ..



كوثر العوازم

أرجُوحَتِي

( أرجُوحَتِي )

كُنتُ كُلَّما يَشتَدّ بِي الجَوى , أحمِلُ كُوبَ قَهوَتِي بَينَ يَدِي وأركُنُ إلَى أرجُوحَتِي ..
أمسِكُ بِسَلَاسِلِها وأتَهادَى عَلَيها بِسُكُون ..
فأنخَلِعُ من جَسَدِي وأغمِضُ عَينَاي ..
أحَلِّق بِروحِي نَحوَ السَّمَاء فِي لَيلَةٍ مُرَصَّعَة بِالنُّجوم ..
أزفُرُ تَنهِيدَات مُحَمَّلَة بِحَرَارَة الإشتِياق ..
وأعِيدُ حِسَابَاتَ حَيَاتِي مُنُذُ وَحَتَّى ..
فَتَارَة أؤنِّبُنِي وَتَارَة أشُدُّ عَلَى يَدِي ..
وَنَسِيمَ الَّلَيل يَحنُو عَلَى قَسَمَات وَجهِي وَأنَامِلَهُ الشَّفَافَة تَتَخَلَّل خَصَلاتُ شَعَرِي ..
فأبقَى هُنَيهَة وَأنَا لَستُ أنَا ..
أنَا أخرَى تُقَاسِمُنِي وحدَتِي ..
حَتَّى وَكَأنِّي قَد أفَقتُ مِن غَشوَتِي ..
أتَذَكَّرُ قَهوَتِي ..
فأرتَشِفُهَا وقَلبِي يَنبُضُ فِي جَوفِي كَالعَاشِق المَحموم ..
كَانَ الَّليلُ لِي وَحدِي ..
وَالقَمَرُ يُضِيئَه وَكَأنَّه فَانوسٌ أُشعِلَ مِن أجلِي ..
فَيَأخُذَنِي الغُرُور وأكسِرُ السُّكون بِتَرنِيمَة مُحَبَّبة ..
وَصُوَرٌ مِن طُفُولَتِي وَصَبايَ تُرَاقِصُ ذَاكِرَتِي ..
وَحِينَ يَفرَغُ كُوبَ القَهوَة ..
أعُودُ لِضَوضَاء الحَيَاة وأنَا أضحَكُ مِن نَفسِي ..!


12/9/1433هـ

كوثر العوازم

أبيات في مدح الحسن (ع)

يا جواداً راسخاً كالجبالِ الرّاسيَة
فِي قُلُوبِ المُخبِتِينْ وَالنُّفوسِ الزَّاكيَة

أنتَ فَخراً سامِياً فِي سَمَايَ العَاليَة
فِيكَ حُسنٌ فَاضَ مِن فَاطِمَه الرَّاضِيَة
نَجلَ حَيدَر شُبَّرٌ كَالقُطُوفَ الدَّانِيَة
مِنكَ نورٌ كَالضِّيا وَالأيادِي حَانِيَة
لِليَتَامَى وَالِــدٌ ذا عَطَــايا جَارِيَة
أنتَ رَمزٌ لِلإبا وَالكَرَامَه الهَادِيَة
يَا كَرِيمَاً مُجتَبَى فِيكَ أكتُب قَافِيَة
وَالقَصَائِد مِن سَنَا ,رَاقِياتٍ زَاهِيَة

1433هـ كوثر العوازم

ركني القديم


آخه خيلي دلم كَرفته ..!

قضيت صباحي وأنا أرتب غرفتي وأعيد وضعها كما كانت في تلك الأيام الجميلة ..
أردت أن أستعيد نفسي ..
أن أشعر بخصوصيتي ..
انتهيت بعد جهد جهيد .. ونامت صغيرتي وترجوني أن أعيد وضع فراشها بجانبي ..
لكنني أخبرتها بأنها أصبحت كبيرة ويجب أن يكون لها ركنها الخاص وبأنني سأملؤه لها بالألعاب ..
فرحت .. وراحت تركض لزاويتها الجديدة ونامت قريرة العين ..
وألقيت بنفسي أنا على فراشي علّني أغفو ..
لم أستطع ..
فركني القديم صار يعاتبني بقسوة ..
قررت أن أصم آذاني عن صوته الحزين ..
يجب أن أعيد تشكيل زاويتي ويجب أن أملؤها بالأزهار ..
اخترت أحد الأفلام لأشاهدها ( قرنطينه ) يحكي قصة شاب عابث كان يعد الفتيات بالزواج ثم يتركهن عرضة للهجر ..
وكن لا يبالين فهن مثله عابثات إلا أن إحداهن أخبرته بأنها لن تسامحه أبداً وصارت تبكي ..
وهو يضحك عليها وراح يركض فإذا بسيارة ترتطم بجسدة فوقع مضمخاً بدماءه ..
لم يمت ..
لقد كان عقاباً له بأن ينجو من ذلك الحادث ليعشق الفتاة التي أنقذته حتى يراها وهي تموت أمامه ببطئ ..
فقد أصيبت بالسرطان .. وللقصة تتمة ..
في نهاية الفيلم بكيت .. لم أتمالك نفسي ..
أشعر بأن ركني القديم استطاع أن يسحب مني دموعي شئت أم أبيت ..!
لا زال بقلبي نبضاً موجوعا ..
رحماك يا ربّ السماء ..

0
0
0
0
0
0
أنا الآن أفضل ..

8/9/1433هـ
 
كوثر العوازم

لا تَسْأَلُوا ..


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )

لكنني أنسى الدرس ..
ففطرتي وغريزتي تجرّاني نحو المعرفة ..
معرفة أشياء إن عرفتها تثير في قلبي براكين من حزن أو غضب أو ضيق ..
فأعد نفسي بأن لا أكرر الإنجرار نحوها ..
مالي أنا ومالهم ؟!
لكنني ما ألبث إلا قليلاً ثم أعود لكل ما من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة أمام عيناي ..
هو قلبي الذي لا يسمعني ..
هو قلبي الذي ينسى كثيراً ..
هو قلبي الذي يعطيني الكثير من الفرص حد الإختناق ..
العهد الذي لطالما عذبني ( لا تسبري أغوار الآخرين يا كوثر ) ( لا تحللي ) ( لا تستنتجي )
وبالرغم من علمي بأنني محقّة ,
إلا انني صنعت حول نفسي سياجاً لأحمي نفسي من بعض النفوس ..
نفوس أجد بأنها بحاجة لي فيقربونني منهم بشتى المسميات ..
وأهبهم كل الحنان والحب والعطف والصدق والوفاء والإخلاص ..
لكنني أكتشف أشياء فيهم لا يجب أن اكتشفها ..
( لا تفهمي يا كوثر ) ( تصنّعي الغباء وتظاهري )
لكنني لا استطيع ..!
فتتحطم كل تلك الصور الجميلة في داخلي ..
يا للأسى ..
أقضي ليلي أفكر ..
وتتقافز علامات السؤال فوق وسادتي لترغمني على الأرق ..
فأهرب منها وأنا أردد
( لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )


5/9/1433هـ
 
كوثر العوازم

جوهر ...!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بينما كنت أسبّح تسبيحة الزهراء تذكرتك على حين غفلة ..
لو كنت معي لطلبت منك أن تشرب الكثير من الماء ..
فـ روحك طيبة وحتماً ذرّات الماء كانت ستتشكل بأجمل الأشكال الجوهرية كجوهر روحك ..
كنت سأشتري ميكروسكوباً وكنت سأبقى أراقبك من خلالها طوال اليوم ..
ماذا لو أنني مت وجئت لزيارة قبري كما وعدتني ..
يا لفرحتي ..
ولكني لن أستطيع أن أشارك أحدٌ ممن في الدنيا فرحتي بقدومك ..
ذرفت الدموع من أجلك ..
حين تذكّرت رئتك العليلة ..
كنت سأداويها بالماء كذلك ..
فقد عرفت أن للماء تأثير عجيب على أرواحنا وأجسادنا ..
ألم تتشكل أجسامنا من 75% من الماء ؟!
لكنك رحلت ..
ولم أستطع أنا أن أبكي عندك ..!
يا لهذا الحزن الذي لا يفارقني ..
وها أنا أتذكّرك في أوّل يوم من شهر رمضان ..
هل أردت مني أن أتذكّرك ؟!
فهمست في أذني أن تذكّريني ؟!

1/9/1433هـ
كوثر العوازم