سنة أخرى ..

][ من أوراقي القديمة .. 1431][

لم أتذكر ما هو اليوم !

ولم أتذكر تاريخ اليوم !

ولا أعرف ما أصابني عندما رأيت الضباب ينتشر في الأرجاء ..

مهلاً يا ضباب .. أنت تثير بركان ذكرياتي ..

حد أن توجعني ذاكرتي من تلك العاصفة الهوجاء ..

كنت أستعد لدخول عالمي الجميل ..

العالم الذي أهرب منه كلما تلقيت ضربة من عالم الواقع ..

الى الحُلم ..

الى الخيال ..

الى اللا مكان .. واللا زمان .. واللا حدود ..

الى فضاء السماء ..

أو قاع البحر ..

أو ظهر الأرض ..

أجول روحاً حرّة أبية .. لا أخشى ظلماً ولا قهر ..

ولا جبروت ولا قيود ..

ولكن ..

هاجساً طرق مخيلتي ..

أو ذكرى تراءت أمامي ..

إنتبه حبيبي لا تسرع .. الدنيا ضباب وأنا أخاف عليك ..

دونك أنا يتيمة ..

دونك أنا منسيّة ..

دونك أنا وردة عطشى ذابلة ..

لا تذهب ..

ابقى معي ..

حدثني عن ماضيك ..

عن حاضرك ..

عن مستقبلك .. عفواً عن مستقبلنا ..

فقط ابقى ..

أو تدري ؟

لا تحدثني إن كان في الحديث إرهاق لك ..

أغمض عينيك ..

وتعال معي الى عالم الحلم ..

عالمي الجميل ..

فيه لدي بستان كبير ..

وفاكهة كثيرة ..

لا مقطوعة ولا ممنوعة ..

ونجوم منيرة ..

وقمر مضيء ..

وسماء صافية ..

وأرض واسعة ..

وبحر مليء بالأسرار ..

والياقوت والمرجان ..

ولؤلؤ مخفي في المحار ..

وورود زاهية الألوان ..

لا تذهب إلى الضباب ..

آخ .. آه ..

ضربة موجعة .. كان ذلك من الماضي ..

ذكرى أخرى موجعة ..

سرقت لذة النوم من عيني ..

ما هو تاريخ اليوم ؟ حتى أدوّنه ..

19 ذوالقعدة .. اليوم الثلاثاء ..

لم يبقى سوى اثنان وخمسون يوماً ..

وتكتمل سنتنا الجديدة ..

السنة التي لم تكن ضمن مستقبلنا ..

مرّت سنة أخرّى ولا تزال تلك الذّكرى تقرع رأسي بقبضاتِ من حديد ..
موجعة حدّ النزف ..


كوثر العوازم