الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

خوف ..


أتُوقُ لإقتِنَاء تِلِسكُوب ..
حَتَّى أقضِي سَاعَات الّليلِ الأخِيرَة فِي تَأمُّل النُّجوم ..
دَوَّنتُ هَذهِ الأمنِيَة فِي كَشكُولِي ][ أحلَام عَلَى قَائِمَة الإنتِظَار ][
ثُمّ صَعَدتُ إلَى سَطحِ المَنزِل لِكَي أُمَارِس طُقُوسِي فِي التَّأمُّل وَالمُنَاجَاة ..
لَكِّنَنِي شَعَرتُ بِقَلبِي يَنهَانِي عَن ذَلِك ..
لَم أستَمِع لِصَوتِ قَلبِي ..
فَقَد كُنتُ بِحَاجَة إلَى مُتَنَفَّس .. وَإنْ كَانَ الوَقتُ مُتَأَخِّرَاً جِدَّاً ..
لَم يُعجِبُنِي النَّسيم المُشَبَّع بِالرُّطوبة ..
وَقَلبِي لَا يَزَال يُحَدّثنِي بِأمرٍ مُخيف لَا أعرِفُ مَا هُوَ ..!!
انتَبَهتُ بِأنَّ سِلكَ الدُّش مَنزُوع ..
فَخَطَرَ لِي أن أصلِحَهُ مِن أجلِ الصَّغِيرات ..
انحَنَيتُ لَحظَة وإذَا بِي أشعُرُ بِنَسمَةٍ مِن جَانِبي الأيسَر ..
رَفَعتُ رَأسِي أنظُر ..
رَأيتُ مَا يُشبِهُ الغَيمَة ولَكِنَّ اللون كَانَ بُندُقِيَّاً ..
لَم أبَالِي فَأكمَلتُ عَمَلي وقَلبِي لَا يَزَال يَشغُلُنِي ..
سَمَعتُ طَقطَقَةٌ عَلَى الجَانِب الأيمَن ..
رَفَعتُ رَأسِي وَنَظَرت فوَجَدتُ الشَّيءِ نَفسَه ..!
هُنَا بَدَأتُ أفَكِّر .. وَأشعُرُ بِالخوف ..
تَمتَمتُ بِـ بِسمِ الله الرَّحمَن الرَّحِيم ..
فَسَكنتُ ..
رَأيتُ الأنوَار المُضَاءَة مِن جَانِب أشجَار النَّخِيل ..
فَتَذَكَّرت إحدَى لَطَامِي " بَاسِم الكَربَلَائِي "
( يَا يَوم أشُوف أَعتَابَك )
وَأخَذَنِي الشَّوقُ لِلَحظَات إلَى رُؤيَة قُبَّة الأمِير المُذَهَّبَة ..
فَصِرتُ أرَدِّدُهَا ..
وَفَجأة سَمِعتُ صَوتَ قِطَط الشَّارِع وَهِي تَتَعَارَك مَعَ بَعضِها عَلَى إحدَى حَاويَات النُّفَاية ..
إمتَعَضتُ .. فَعَادَ قَلبِي يَقُولُ لِي كَفَى عُودِي إلَى غُرفَتِك ..!
أجَبتُهُ لَكِنَّنِي لَم أكتَفِي بَعد ..
فَمَشَيتُ خُطُوات وَأنَا أتَأمَّلُ السَّمَاء ..
أحسَستُ بِأنفَاس بَارِدَة قُربَ رَقَبَتِي ..
اقشَعَّرَ جَسَدِي ..
التَفَتتُ خَلفِي وَلَكِنَّنِي لَم أجِد شَيئَاً ..
تَمتَمتُ مَرَّةً أُخرَى " بِسمِ الله الرَّحمَن الرَّحِيم "
وَحَدَّثتُ نَفسِي : لَابُدَّ أنَّهَا مُجَرَّد تَهَيُّؤات ..
ثُمَّ أكمَلتُ طَرِيقي نَحوَ الغُرفَة المُظلِمَة حَتَّى أتَمَتَّع بِمَنظَر القُدَيح مِن خِلَالها ..
وَلَكِنَّنِي رَأيتُ وكأنَّ ظِلَّ رَجُلٌ طَوِيل يَقِف عَلَى مَدخَلها ..
عُدتُ خُطُوَاتٍ لِلوَرَاء وأنَا أتَمتِم : بِسمِ الله الرَّحمَن الرَّحِيم ..
بَدَأ قَلبِي يَخفُق وَهُوَ يَصرُخ " هَيَّا عُودِي .. أُهرُبِي ..
بِطَبِيعَة الحَال لَا أستَطِيعُ الرَّكض فِي مِثلِ هَذهِ المَوَاقِف ..
فَصِرتُ أمشِي بِهُدوءٍ تَام وأنا أبَسمِل ..
نَزَلتُ دَرَجَات السِّلَّم الأوَّل خَائِفَة ..
وَحِينَ بَدَأتُ ألتَقِط أنفَاسِي رأيتُ الظِلَّةَ نَفسَها ..
بَدَأتُ أشعُرُ بِالرُّعب فَأغمَضتُ عَينِي ..
وَنَزَلتُ بِسُرعَة ..
وَصَلتُ إلَى غُرفَتِي فَأمسَكتُ بِكِتَاب الله وَأنَا أفَكِّر ..
هُنَاكَ شَيءٌ مَا لَاحَقَنِي وَلَا أعرِفُ مَا هُوَ ..!
هَل كَانَ مِنَ الجِِن ..؟
أم كَانَت مُجَرَّد مَخَاوِف لَا أصلَ لَها ..؟!
كَانَت لَحَظَاتٌ غَرِيبَة ..

24/10
 
كوثر العوازم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق