الاثنين، 16 أكتوبر 2017

مغيب

تنوي الشمس المغيب ..
تتأهّب وتلملم من حولها خيوطها وتغزلهم حُمرة قانية ..
لقد انتهى يوم كاد أن يكون بهيجاً ..
...
اختفت هوادج الشمس خلف الأفق المهيب ..
ولم تترك إلا خيطاً عليلاً وغبرة ليل ..
قمر يتوسط السماء ، يده غيم وصدره رثاء ..
ينحني ضوءه ويقدم الولاء ..
تنظر اليه فتاة يافعة لا تفهم لم يجب أن تبقى وحيدة في منزلٍ قد هجرته الأصوات ..!
تخاطب نسائم الليل آتيني بالأخبار ..
الشمس التي رحلت أين استقرت بها النوى ؟
النسيم يشهق بكلمة " عاشوراء "
يلتقط حنينه ويشهق مجدداً " كربلاء "
يد القمر تحجب وجهه ، تلطم صدره وتنهمر الأمطار ..
صوت امرأةٍ قد خضب شعرها بالفضة يسبق الزمان ، يطرق أبواب الأزقة ، يتردد صداه
" نذر علي لئن عادوا وإن رجعوا لأزرعن طريق الطف ريحانا .."
يأتي الفجر سريعاً خجولاً ، يطأطئ رأسه اعتذاراً ..
بين يديه جثث قتلى وعلى أكتافه يحمل رضيعاً قد انسدل قماطه حتى غطى المدى ..
الحمامات تنوح ، العصافير الحانها صوت اصطكاك السيوف ، الرمال تتحرك كأنها أذيال اليتامى تقوم وتتعثر ..
رائحة احتراق ودم ..
والرعد يتمتم " يا أهل يثرب لا مقام لكم بها .."
الصبح يأتي حائراً ..
في فمه مذاق اليبوس والعطش ..
الرعد يزمجر مرهقاً ..
" قتل الحسين فأدمعي مدرار .."
*كوثر العوازم
1439هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق