الاثنين، 16 أكتوبر 2017

إليه

" إليه "
مرأى المستقبل في عيني ضباب ..
مموه ليس فيه الا حدود ظلال متراقصة ..
يضحك بلا ثغر .....
ويدعوني اليه بلا صوت ..
لا تسألني عنه ..
فإني أقف على مقربة منه وأخشى الضياع ..
أن أتحول الى ظل لا لون له ، يختفي أو يتلاشى ..
أن تتراكم عليه الوان الظلال الأخرى حتى يختنق ويموت ..
انني اجهل حتى حاضري كـ زهرة نرجس خجولة لم تتفتح عينها بعد ..
لم أعلم من حياتي الا ما مضى منها ، لأنه مضى ..
ولأنني بعد المعاينة ربطت خيوط الغازها ببعضها ففهمت ..
فرفقاً بي يا نصفي ..
رفقاً بقلبي الذي كل ما يعرفه أنه يجب عليه الخفقان ..
قلبي الذي وظيفته الحفاظ على استمراريتي ..
الذي حين سمع نبضك كاد أن يبكي ..
وكأنه لم يعلم من قبل أن وظيفته الرتيبة هي وظيفة كل القلوب ..
وجد من هو مثله ..
ينبض بلا كلل او ملل ، يسير على ذات الايقاع الموسيقي وينثر الحياة أرجواناً هنا وهناك وفي كل الأنحاء ..
رفقاً لأنني اتلعثم بحثاً عن جواب ..
اصمت حين أكاد اتكلم ..
ويرجف قلبي المسكين دهشةً ..
انا لا أعلم كيف هو المستقبل ..
لكنني أحلم به أحياناً ..
له وجهان ..
وجه يحمل من الجمال ما لا عين رأت ..
يقطر عذوبةً ..
ويُحدث بين الأضلاع خفقةً من فرح ..
ووجه يحمل من القبح ما لا يخطر على قلب ..
يزورني طريقاً موحشاً لا اجد فيه سواي ..
ولا اعرف فيه سوى الله ..
ومن فرط الغربة الهج بالدعاء ..
واذا بأدعيتي كلها تطوى في قراطيس النسيان ..
سيدي لا تسألني عن الطريق ..
ولا عن شكله ..
ولا إلى أين مستقره ونهايته ..
انني أتجمد في غربتي ..
انتظر المجهول ..
فإن شئت قف معي وإن شئت ............!

5/12/1436
كوثر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق