الاثنين، 16 أكتوبر 2017

تهاوى الرّكن

تهاوى الرّكن ..
:
الظل الأزرق الذي كان الأطفال يلعبون ضاحكين تحت خيمته وقع فوق أراضي كربلاء ..
تناثرت شظايا مرآته الصافية في كل مكان حتى أنه لم يعد يُعرف منه إلا لون جرحٍ يتقاطر ..
صوت طفلٍ بلا قرار يتردد صداه في الفيافي ،...
وكأن الزمن قد توقف في تلك اللحظات الحارة من ظهر عاشوراء ..
خيط من الدم المتجمد يتدلى من كفّ العذوبة في قنوتٍ سرمدي ..
ونوحُ ملائكة كصوت المطر يأبى أن يتلاشى ، يتساقط من السماء على أربعة أحرف عطشى
" حسين "
أرواح تتصاعد كدخان السحب البيضاء من أجساد لطختها حوافر الرعد ..
تحيطها صوائح رمادية اللون لنساء ثاكلات ..
نساء تتكاثف حول الجثث ، حملت في ارحامها تلك الأجساد شهوراً طويلة ..
قد غادرت جفونها السكينة ..
فاحت في قلوبها عطور الياسمين الحنونة ..
خطت فوق جمر الألم لكي تنجب والآن حان الوقت لكي تتجرع غصة الفقد ذات الأشواك ..
صرخة تتحشرج خلف حناجرها ..
سفينة الأمان تغرق في الظلمات ..
إما فرار إلى المجهول وإما اللجوء إلى الموت ..
تنطوي صفحة الذكرى عاماً وتفتح في آخر ..
تتكرر مشاهد الضياع وتبلل الأوراق بالدموع ..
تومض كلمة " بابا " بين الفينة والأخرى ..
صورة رأسٍ مدمى الشفاه ترسمها ريشة سوداء وتمحيها أنامل غيبٍ صغيرة ..
احتراق خيام عشق ..
احتراق سنين انتماء ..
احتراق أزقة نور من البراءة الغضة ..
وملايين كفوف كالأجنحة ترفرف فوق صدور السطور ..
سهام الليل الكئيب ترخي سدولها بلا صوت ..
لم يعد يجدي الكلام ..
يوم من الحزن يساوي دهوراً ، قد نمت دقائق بياضها فوق رأس امرأةٍ تقف بشموخ ..
تجر أذيالها الورد ، مشيها مشي النسيم ..
تلملم شذرات النور تحت عباءتها
وتكفكف عن وجناتها أمواج الوجد ..
وتخاطب خنجر الغدر قائلة " أيامك عدد وجمعك بدد "

يخيم الذهول على حد السيوف ..
تخمد النيران ..
تفتح أبواب السلام ..
وترتفع موسيقى دخول الجنة
" يا حسين .. يا حسين "
كوثر العوازم
10/1/1439هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق